خلال العصر الذهبي لمدينة بيروت وقبل الحرب الأهلية إستقطب لبنان لا سيما مدينة بيروت المشاهير من مغنيين وممثلين أجانب نذكر منهم أربعة بريجيت باردو وميراي ماتيو وميراي دارك وجاك بريل وفرانك سيناترا. أما المغني الفرنسي الذي كان مقرراً أن يحيي في لبنان ثلاث حفلات في تياترو لبنان فقد إقتيد الى التحقيق بعدما أصدر وزير الداخلية أمراً بإلغاء حفلاته في الكازينو وطٌلب منه مغادرة لبنان خلال 24 ساعة.
بريجيت باردو
وصلت بريجيت باردو الى لبنان عام 1960 وأقامت في فندق فينيسيا. زارت الأسواق القديمة في وسط بيروت لا سيما سوق الصاغة حيث محلات الذهب والألماس والساعات على جانبي السوق. وبما أن بيروت إشتهرت بكونها عاصمة الموضة في الشرق الأوسط زارت بريجيت باردو أسعد جورج ضو المعروف بتصاميم مجوهرات الملوك وقد جذبت تصاميمه غريس كيلي والملكة إليزابيث الثانية. كما زارت الممثلة الفاتنة مدينة جبيل وتمتعت بالتجول في الأسواق القديمة والمرفاً وزارت المعبد القديم. كررت بريجيت باردو الزيارة الى لبنان عام 1967 برفقة زوجها الملياردير غانتر ساخس الذي إفتتح متجراً لماركته Mic Mac في شارع الحمرا.
ميراي دارك
زارت الممثلة الفرنسية ميراي دارك لبنان عام 1966 لتصوير فيلم La grande sauterelle مع الممثل هاردي كروغر وهو أهم فيلم ساهم في الترويج للسياحة في لبنان، فقد تم التصوير وبطريقة احترافيّة ونقيّة في مناطق متفرّقة مثل بعلبك والقرعون وشواطىء الجنوب وفندق البالم بيتش في عين المريسة ومقهى الحاج داوود في الزيتونة ومرفأ بيروت وكازينو لبنان وجبيل والرملة البيضاء وحفلات الهيبيز الصاخبة على الشاطىء ومطار بيروت وملاحات أنفه وقلعة صيدا وقوارب صيدها والبقاع ومسبح اللونغ بيتش وسوق الصاغة والروشة. أقام الفريق العامل للفيلم في طبرجا ولاحقها المصورون الصحافيون من مكان الى آخر خلال جولاتها. تعلمت في جبيل صيد الأسماك والغوص في البحر مع Pepe Abed الذي لعب دور ملياردير في الفيلم والتقطت صوراً لها وهي ترقص حافية القدمين في أشهر ملهى في بيروت Les Caves du Roy. وخلال عشاء أقامه سيلفيو تابت على شرفها رقصت الممثلة مع الرسام الشهير هرير.
داليدا
في 23 يناير / كانون الثاني من العام 1975 وقبل اندلاع الحرب الأهلية في بيروت بثلاثة أشهر، غنّت الأيقونة الفرنسية داليدا على خشبة مسرح قصر البيكاديللي في بيروت بحضور فيروز وعاصي الرحباني. عند نهاية الحفل، دخلت فيروز الى الكواليس لتهنئتها فاستقبلتها داليدا قائلةً: "تشرفينني يا سيدتي، وجودك جعلني أشرد عن بعض الكلمات". كما أنها زارت لبنان عام 1980 وتحديداً جبيل وإلتقطت لها صور على رصيف الميناء التاريخي للمدينة وكانت رحلتها الأخيرة الى لبنان قبل أن تقدم على الإنتحار وكانت ترتدي فستاناً أبيض من دون مساحيق على وجهها.
ميراي ماتيو
يوم زارت المغنية الفرنسية الشهيرة ميراي ماتيو بيروت سنة 1974 قبل الحرب اللبنانية بسنة واحدة إلتقطت لها هذه الصورة العفوية في سوق النورية للخضار والفاكهة وتبدو في أعلى اليسار بناية اللعازارية يقابلها في الأدنى كنيسة مار جاورجيوس.
كما زارت ميراي ماتيو لبنان لاحياء حفل غنائي ضخم في مدينة جبيل الاثرية والتي تعرف بمدينة الحرف والابداع لتقدّم أجمل أغانيها التي يتوق الى سماعها جمهورها اللبناني الواسع من ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية عام 2015 على شاطىء جبيل الذي سبق لماتيو أن زارته وغنّت فيه عام 1974 وبعدها اصدرت اسطوانة لها بعنوان "ميراي ماتيو في جبيل". كما أنها قدّمت مجموعة من أجمل أغانيها القديمة والجديدة عرف منها أغنية كتبها شاب فرنسيّ من جذور لبنانية.
وفور وصولها الى لبنان عبّرت عن سعادتها للعودة الى هذا البلد الجميل بعد أن زارته سابقاً حيث غنتّ في جبيل ولديها المزيد من الحنين والذكريات الحلوة التي انطبعت لديها من خلال الترحيب الحاّر الذي لقيته من الشعب اللبناني.
جوني هاليداي
دُعي المغني والملحن الفرنسي جوني هاليداي لإحياء 3 حفلات في "تياترو لبنان" في 11 و12 و13 كانون الثاني / يناير 1963. وكان كازينو لبنان قد استحصل على إذن من الأمن العام اللبناني ووزارات الاقتصاد والمالية والخارجية لإقامة الحفلات التي نفذت جميع بطاقاتها فور طرحها في السوق.
لكن وزير الداخلية وليد جنبلاط أصدر أمراً بإلغاء حفلات هاليداي في الكازينو وطلب منه مغادرة لبنان خلال 24 ساعة. لدى وصول هاليداي في 11 كانون الثاني 1963 إلى لبنان، تم إقتياده من قبل عناصر الأمن العام إلى التحقيق. وطلب المحققون من هاليداي التوقيع على تعهد بعدم إقامة حفلاته ومغادرة لبنان في مهلة 24 ساعة. وبقي هاليداي موقوفاً لمدة 3 ساعات ما اضطر رئيس الحكومة رشيد كرامي إلى التدخل شخصياً للإفراج عنه. وعندما سأل هاليداي عن سبب إحتجازه كان الجواب أن التدبير اتخذ حفاظاً على سلامته وراحته.